(بسم الله الرحمن الرحيم)
ولكن..هناك ظلام كبير..وهوة سحيقةززتفصل بين الناس وبينها..ما هذا؟انها النار..تفور..تلتهب..تغضب..تضطرب..وكأنها فى شوق للعصاة المذنبين الكل فى شوق الى الجنة ولكن طريقها صعب والكل سيعبر فوق النار اما ان يقع واما أن يصل يقول ربنا تبارك وتعالى"وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجى الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا"ويوضع الجسر فوق النار ولكنه جسر عجيب مخيف أرفع وأدق من الشعرة وأكثر حدة من السيف انه الصراط..النار من تحته والجنة فى نهايته والناس تحمل ذنوبها على ظهورها ..ويبدءوا العبور يقول ربنا تبارك وتعالى"وهم يحملون اوزارهم على ظهورهم الا ساء ما يذرون" فهذا مؤمن يعبر فوقه فى سرعة البرق ما ان يضع قدمه على بدايته حتى يصل وهذا يمر فى سرعة الرياح وهذا يمشى فى ثبات الى نهايته ةهذا عاصى أثقلته ذنوبه يمشى ويتعثر..يقف ويقع يتعلق فيه ثم يعاود المسير وهذا يحبو فوقه وهذا يسقط فى النار والآن جاء دورك أنت..تحمل أوزارك وذنوبك فوق ظهرك وتضع قدمك على بدايته تشعر بحدته وقسوته فلا تملك الا أن تضع الأخرى وتبدأ السير لا تستطيع فالذنوب ثقيلة تنظر فى الاسفل النار تزأر تغلى تتقطع سوداء مظلمة تسير من فوقها تلفحك حرارتها ولهيبها تتخطف الناس من حولك تسمع صراخهم وأنينهم وترى بعينيك عذابهم ما عدت تتحمل..ما عدت تتحمل..تزل قدمك ويهوى قلبك فى بئر الخوف السحيق تحاول التماسك..و..اخواننها فى الله..مهلا..اننا مازلنا فى الدنيا فالحساب لم يأتى بعد.زوباب التوبة مفتوح ولم يغلق بعد..اجتهد أن تراقب أعمالك..كبيرها وصغيره..فكل شىء عند الله مكتوب يقول ربنا تبارك وتعالى "ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا " حاول أن تحفظ بعدك عن الحرام وتكف لسانك عن الحرام ..*احترس فالمشهد مهيب..والموقف يزداد صعوبة ......
يوم القيامة
من وسط الصمت والسكون..تنطلق صيحة..فيقوم الموتى من قبورهم..ليجدوا الأرض ليست التى يعرفون ..وما تلبث الأهوال أن تبدأ..تدنوا الشمس من الرؤوس تنشق السماء..وينزل الملائكة ليقفوا صفوفا..وينزل الله تبارك وتعالى..فى عظمته وجلاله على عرشه الكريم ويؤتى بالنار فى مشهد مهيب..والناس من خوفهم..واقعون على ركبهم..رجالا ونساء..رسلا وأنبياء وألسنتهم لا تنطق الا بكلمة واحدة..نفسى..نفسى..ومن وسط كل هذا الخوف..ينادى على اسمك..لتأخذك الملائكة حتى تقف أمام الله للسؤال..السؤال الصعب
ينادى فلان بن فلان..انه اسمك أنت..تفزع فى مكانك فتأتى عليك الملائكة..تمسك بك من كتفيك.. تمشى بك وسط الخلائق الراكعة على أرجلهم..وكلهم ينظرون اليك..ابوك أمك أخوك أختك..صوت جهنم يزأر فى أذنك..منظرها يكاد يذهب بعقلك..قلبك يدق فى عنف..ترتعد قدمك..تضطرب جوارحك..تذوب فى عرقك..الفزع يسيطرعليك..والرعب يملؤك..تسرع الأرض من تحت قدمك..والملائكة تجذبك الى مالك الملك..عظيم السماوات والأرض..حتى يقفوا بك أمام عرشه..ويتركوك..ها أنت تقف أمامه وحدك ربك الذى كنت تعصيه..ربك الذى تعرض عنه فى الدنيا تقف أمامه الآن وحيدا..ينادى عليك : ادن منى يابن ادم..فتقترب منه..تغيب فى نوره وتقف بين يديه..تقف بقلب خاشع..ونفس ذليلة ولون متغير..وجوارحك مضطربة تمسك بصحيفتك بأصابع مرتجفة..بها كل أعمالك..أفعالك..همساتك..نظراتك كل شىء موجود فيها..يقول ربنا تبارك وتعالى"فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره" عينك..كم نظرت بها الى الحرام؟!كم اطلقتها نحو الحرام؟!كم فعلت بها المعصية؟!..لسانك..كم كذبت به؟! كم أخطأت فى حق الناس به؟!كم اغتبت أصدقائك به المعصية ؟! وأنت مازلت تقرأ بلسانك متعب..وقلب منكسر..وجه خجول..خائف من الله فكم أحسن اليك؟!وكم ستر عليك؟ تقرأ وتفكر..لا تدرى بأى عين تنظر اليه..وبأى لسان تجيب عليه..وبأى قدم تقف بين يديه..ويبدأ الكلام من الله..يسألك عن كل خطوة خطوتها فى الدنيا ماذا أردت بها يسألك عن كل نظرة ولفتة وهمسة وايماءة فكم من ذنب أذنبته ونسيته وساعتها تتذكره وكم من معصية خبأتها وسترتها وساعتها تنفضح وكم من عمل ظننت انك ستنجو به...ولكنك رأيته اليوم بين يديك فلا ترى الا النار بعذابها وسعيرها ولهيبها يقول الله..يابن ادم: ما غرك بى؟يابن ادم ماذا عملت فيما علمت؟يابن ادم:ماذا اجبت المرسلين؟يابن ادم:الم اكن رقيبا على عينيك وأنت تنظر بها الى ما لا يحل لك؟الم اكن رقيبا على أذنيك وأنت تسمع بها الى ما لايحل لك؟الم اكن رقيبا على لسانك وأنت تنطق به ما لا يحل لك؟الم اكن رقيبا على رجليك وأنت تمشى بها الى ما لا يحل لك؟أم انكرت قربى لك؟وقدرتى عليك؟الم أحسن اليك؟الم انعم عليك؟شبابك فيما ابليته؟وعمرك فيما افنيته؟وأنت بجسمك الصغير وجوارحك المرتعدة..وقلبك المضطرب..تقف أمام لحظة حاسمة..لا تدرى ماذا سيفعل الله بك..هل ستدخل فى رحمته وعفوه؟هل سيدنيك منه ويسترك من دون الخلق؟ويدفع اليك بكتابك..ويقول لك..اقرأ يابن ادم كتابك..فتمر على الحسنة..يبيض لها وجهك وتشتاق لها نفسك..وتمر على السيئة..يسود لها وجهك..وتظلم لها نفسك فيقول الله تعالى أتعرف ياعبدى؟فتقول:نعم يارب اعرف..فيقول لك أنا اعرف بها منك..قد غفرتها لك فكل حسنة يقبلها الله منك..تقع له ساجدا..وكل سيئة يغفرها الله لك..تقع له ساجدا ويراك الناس جميعا..النور يشع وجهك والسرور يملأ قلبك ام ستدخل فى عذابه وعقابه..يسألك عن ذنوبك كلها ذنبا ذنبا..ولا تستطيع الجواب هل ستنكر؟! لن يقبل اعتذارك..فقد فات الأوان.ونصب الميزان
ينصب الميزان أمامك وفيه كفتان.زكفة من نور تتلألأ توضع فيها حسناتك وكفة من ظلام حالك توضع فيها سيئاتك كفة الحسنات عن يمين العرش ترى خلفها الجنة قد تزينت وكفة عن يسار العرش ترى خلفها النار قد التهبت وتأتى الملائكة بحسناتك فهذه هى الصلاة وهذا هو غض البصر وهذا هو الصيام وهذا هو القرآن وتلك الصدقة وذاك حفظ اللسان وهذه حسنة كتبت لك عندما اعنت ضعيفا وهذه أخرى ذكرت بها الله..ويوضع كل ذلك فى الكفة اليمنى ثم تأتى الملائكة بذنوبك وسيئاتك فهذا الذنب نظرت به نظرة حرام وهذا كذبت به كذبة صغيرة وذلك ذكرت به مسلما فى غيابه ويوضع محل ذلك فى الكفة اليسرى ويميل الميزان قلبك يهوى فى قدميك وعينيك معلقة عليه وجسدك يرتعش وقدمك لا تقوى على حملك هل يميل الى اليمين فيطيرقلبك وتحملك الملائكة تمشى بك وسط الخلائق وتنادى فلان هذا فلان بن فلان سعد سعادة لا يشقى بعدها ابدا أم ناحية اليسار؟فينادى الله على الملائكة خذوه..خذوه فيدوى الصوت فى أذنك وينخلع له قلبك وتجرك الملائكة..تسحبك على وجهك تربط السلاسل حول عنقك فتتمنى لو تعود بك الايام الى الدنيا حتى تعمل صالحا وتستغفر عن الذنوب..تكف بصرك وتغض لسانك..ولكن هيهات..فالدنيا عمل بلا حساب واليوم حساب بلا عمل..تنادى "ياحسرتى على ما فرطت فى جنب الله"تصرخ "لو أن لى كرة فأكون من المحسنين" ولكن من يسمعك بين الحزن والفرح..بين المشهدين الفائز والخاسر بين فرح المؤمنين وحزن المذنبين..تلمح رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه المضىء وابتسامته الجميلة وحوله الصحابة أبو بكر وعمر وعثمان وعلى يقفون على أركن حوض بحر به ماء لونه اشد بياضا من اللبن وطعمه أحلى من العسل ,والناس قد تملكهم العطش ..امعاؤهم تتقطع..الشمس تلهبهم فيجرون على النبى صلى الله عليه وسلم ليشربوا من يده والنبى يستقبلهم .سعيدا برؤيتهم.زمسرور لوجود هم يريد أن يسقيهم.زفيشرب من يديه بعض منهم..فيملؤهم الفرح والرضا والارتواء الى الابد ولكن تأتى الملائكة فتمنع آخرين يضربونهم على وجوههم فينادى النبى صلى الله عليه وسلم لهم : سحقا سحقا..وبعدا بعدا ..فيرجعون خائبين ومنكسرين يملأهم الخوف ويقتلهم الظمأ.طريق الخوف
ومن بعيد تلوح الجنة..بأشجارها وقصورها..بأنهارها..وحورها..ولكن..هناك ظلام كبير..وهوة سحيقةززتفصل بين الناس وبينها..ما هذا؟انها النار..تفور..تلتهب..تغضب..تضطرب..وكأنها فى شوق للعصاة المذنبين الكل فى شوق الى الجنة ولكن طريقها صعب والكل سيعبر فوق النار اما ان يقع واما أن يصل يقول ربنا تبارك وتعالى"وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجى الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا"ويوضع الجسر فوق النار ولكنه جسر عجيب مخيف أرفع وأدق من الشعرة وأكثر حدة من السيف انه الصراط..النار من تحته والجنة فى نهايته والناس تحمل ذنوبها على ظهورها ..ويبدءوا العبور يقول ربنا تبارك وتعالى"وهم يحملون اوزارهم على ظهورهم الا ساء ما يذرون" فهذا مؤمن يعبر فوقه فى سرعة البرق ما ان يضع قدمه على بدايته حتى يصل وهذا يمر فى سرعة الرياح وهذا يمشى فى ثبات الى نهايته ةهذا عاصى أثقلته ذنوبه يمشى ويتعثر..يقف ويقع يتعلق فيه ثم يعاود المسير وهذا يحبو فوقه وهذا يسقط فى النار والآن جاء دورك أنت..تحمل أوزارك وذنوبك فوق ظهرك وتضع قدمك على بدايته تشعر بحدته وقسوته فلا تملك الا أن تضع الأخرى وتبدأ السير لا تستطيع فالذنوب ثقيلة تنظر فى الاسفل النار تزأر تغلى تتقطع سوداء مظلمة تسير من فوقها تلفحك حرارتها ولهيبها تتخطف الناس من حولك تسمع صراخهم وأنينهم وترى بعينيك عذابهم ما عدت تتحمل..ما عدت تتحمل..تزل قدمك ويهوى قلبك فى بئر الخوف السحيق تحاول التماسك..و..اخواننها فى الله..مهلا..اننا مازلنا فى الدنيا فالحساب لم يأتى بعد.زوباب التوبة مفتوح ولم يغلق بعد..اجتهد أن تراقب أعمالك..كبيرها وصغيره..فكل شىء عند الله مكتوب يقول ربنا تبارك وتعالى "ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا " حاول أن تحفظ بعدك عن الحرام وتكف لسانك عن الحرام ..*احترس فالمشهد مهيب..والموقف يزداد صعوبة ......