[b]أخي الحبيب :
تأمل هذه الآية ،كم تحبب الله فيها إلى عباده - لا أقول المحسنين ، ولكن
المسرفين على أنفسهم - لم يقل الله ( الذين أجرموا ) ، و لم يقل (
الذين عصوا ) ، و لكن قال ( الذين أسرفوا على أنفسهم )
، وقبلها نسبك إليه فقال ( يا عبادي ) ليعلمك أنك مهما فعلت من
الذنوب
و مهما أكثرت من المعاصي فإنك لا تزال عبد من عباده .
ثم أخبرك أن لا تقنط من رحمته ، و أعلم بأن الله يغفر كل الذنوب كلها –
مهما عظمت – إذا تبت منها .
وهل شهر رمضان وما فيه من أسباب المغفرة إلا من أجلك ، ومن أجل محو
ذنوبك .
إن غفران الذنوب أمنية الصالحين ، فهذا عبد الله بن مسعود يقول : (
وددت لو أن الله غفر لي ذنبا واحدا وأن لا يُعرف لي نسب ، وددت أني
عبد الله بن روثة ، و أن الله غفر لي ذنبا واحدا ).
و لكن سبحان الله ! فهناك من المسلمين من لا يريد المغفرة والرحمة ،
جعلوا رمضان موسما للعب
واللهو ، قضوا أيامه في الحرام ، وسهروا لياليه في المعاصي ، زادت
ذنوبهم ذنوبا ، وزادت صحائفهم سوادا.
ألا فليتذكر أولئك حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : (( أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ، من
أدرك أحد أبويه فمات فدخل النار فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت :
آمين .
يا محمد ، من أدرك شهر رمضان ، فمات و لم يُغفر له فأدخل الله النار
، فأبعده الله ، فقل : آمين ، فقلت : آمين . و من ذُكرت عنده فلم
يصلي عليك ، فمات فدخل النار فأبعده الله ، فقل : آمين ، فقلت
آمين ))
(رواه الطبراني ، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله)
لا إله إلا الله ! يا أخي ؛ انظر من الداعي و من المؤمن ، الداعي
جبريل خير الملائكة ، والمؤمن محمد صلى الله عليه وسلم خير البشر ،
فالدعاء مستجاب لا محالة .
أخي الحبيب:
هل سألت نفسك لمن هذه الفضائل كلها ؟
أهي للملائكة ؟
أم هي للبهائم و الحيوانات ؟
كلا و الله ، يا أخي الحبيب.
إنها و الله ، لك ، و من أجلك .
نعم ، الله فتح أبواب الجنة لك ، وغلق أبواب النار من أجلك ، وصفد
مردة الشياطين لتقبل عليه .
كم من ملك مقرب ليس له (( و لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح
المسك )).
يا أخي:
أيام رمضان أيام مغفرة ، ورحمة ، أيام رمضان أيام محو للسيئات .
يا أخي :
أما آن أن تُغفر الذنوب .
أما آن أن تُمحى الخطايا .
يا طالب المغفرة : هاهي أسبابها أمامك ، هاهي بين يديك .
ولم أكسب به إلا الذنوبــــا يُحير هولُ مصرعه اللبيبـــا بيوم يجعلُ
الولدان شيبــــا و أصبحت الجبال به كثيبـــا حسير الطرف عريانا
سليبــا إذا ما أبدت الصحفُ العيوبــا أكون به على نفسي حسيبــا
إذا زفرت و أقلقت القلوبـــا على من كان ظلاما مربيـــا خطاه أما
آن الأوان لأن تتوبـا فيا أسفي على عمر تـــقضى واحذرُ أن يُعاجلني
ممــــاتو يا حزناه من حشري ونشري تفطرت السماء به و مـــارت إذا
ما قمت حيران ظمئــــا و يا خجلاه من قبح اكتسابـي و ذلة موقف و
حساب عــدل ويا حذراه من نار تلظــــى تكاد إذا بدت تنشق
غيظـــا فيا من مد في كسب الخطايـا
أخي الحبيب:
إن الله يحب أن يغفر لعباده [ والله يريد أن يتوب عليكم ] ، ولكن الله
لا يُعطي المغفرة إلا لمن يستحقها .
يا أخي :
إن لم يُغفر لنا في رمضان – وقد انعقدت أسبابها – فمتى يغفر لنا ؟
إن لم يتب الله علينا في رمضان ، فمتى يتاب علينا ؟
أخي الحبيب :
لا تحقر من الذنوب شيئا ، فلقد أدخل الله امرأة النار بسبب حبس
هرة .
فإياك ، إياك أن تتهاون في ذنب أو معصية ، لا تنظر إلى صغر المعصية
ولكن انظر إلى عظمة من عصيت.
أخي الحبيب :
هلما إلي شهر المغفرة ، إلي شهر الرحمة ، اجتهد بالعبادة ، أكثر من
الطاعة ، ابتعد عن المعاصي ، فلا سبيل إلي المغفرة إلا بهذا الطريق .
أسأل الله أن يبلغنا و إياك رمضان ، وأن يوفقنا فيه للصالحات ، وأن
يغفر لنا أجمعين .
أخوكم في الله عمر خالد
تأمل هذه الآية ،كم تحبب الله فيها إلى عباده - لا أقول المحسنين ، ولكن
المسرفين على أنفسهم - لم يقل الله ( الذين أجرموا ) ، و لم يقل (
الذين عصوا ) ، و لكن قال ( الذين أسرفوا على أنفسهم )
، وقبلها نسبك إليه فقال ( يا عبادي ) ليعلمك أنك مهما فعلت من
الذنوب
و مهما أكثرت من المعاصي فإنك لا تزال عبد من عباده .
ثم أخبرك أن لا تقنط من رحمته ، و أعلم بأن الله يغفر كل الذنوب كلها –
مهما عظمت – إذا تبت منها .
وهل شهر رمضان وما فيه من أسباب المغفرة إلا من أجلك ، ومن أجل محو
ذنوبك .
إن غفران الذنوب أمنية الصالحين ، فهذا عبد الله بن مسعود يقول : (
وددت لو أن الله غفر لي ذنبا واحدا وأن لا يُعرف لي نسب ، وددت أني
عبد الله بن روثة ، و أن الله غفر لي ذنبا واحدا ).
و لكن سبحان الله ! فهناك من المسلمين من لا يريد المغفرة والرحمة ،
جعلوا رمضان موسما للعب
واللهو ، قضوا أيامه في الحرام ، وسهروا لياليه في المعاصي ، زادت
ذنوبهم ذنوبا ، وزادت صحائفهم سوادا.
ألا فليتذكر أولئك حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : (( أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ، من
أدرك أحد أبويه فمات فدخل النار فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت :
آمين .
يا محمد ، من أدرك شهر رمضان ، فمات و لم يُغفر له فأدخل الله النار
، فأبعده الله ، فقل : آمين ، فقلت : آمين . و من ذُكرت عنده فلم
يصلي عليك ، فمات فدخل النار فأبعده الله ، فقل : آمين ، فقلت
آمين ))
(رواه الطبراني ، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله)
لا إله إلا الله ! يا أخي ؛ انظر من الداعي و من المؤمن ، الداعي
جبريل خير الملائكة ، والمؤمن محمد صلى الله عليه وسلم خير البشر ،
فالدعاء مستجاب لا محالة .
أخي الحبيب:
هل سألت نفسك لمن هذه الفضائل كلها ؟
أهي للملائكة ؟
أم هي للبهائم و الحيوانات ؟
كلا و الله ، يا أخي الحبيب.
إنها و الله ، لك ، و من أجلك .
نعم ، الله فتح أبواب الجنة لك ، وغلق أبواب النار من أجلك ، وصفد
مردة الشياطين لتقبل عليه .
كم من ملك مقرب ليس له (( و لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح
المسك )).
يا أخي:
أيام رمضان أيام مغفرة ، ورحمة ، أيام رمضان أيام محو للسيئات .
يا أخي :
أما آن أن تُغفر الذنوب .
أما آن أن تُمحى الخطايا .
يا طالب المغفرة : هاهي أسبابها أمامك ، هاهي بين يديك .
ولم أكسب به إلا الذنوبــــا يُحير هولُ مصرعه اللبيبـــا بيوم يجعلُ
الولدان شيبــــا و أصبحت الجبال به كثيبـــا حسير الطرف عريانا
سليبــا إذا ما أبدت الصحفُ العيوبــا أكون به على نفسي حسيبــا
إذا زفرت و أقلقت القلوبـــا على من كان ظلاما مربيـــا خطاه أما
آن الأوان لأن تتوبـا فيا أسفي على عمر تـــقضى واحذرُ أن يُعاجلني
ممــــاتو يا حزناه من حشري ونشري تفطرت السماء به و مـــارت إذا
ما قمت حيران ظمئــــا و يا خجلاه من قبح اكتسابـي و ذلة موقف و
حساب عــدل ويا حذراه من نار تلظــــى تكاد إذا بدت تنشق
غيظـــا فيا من مد في كسب الخطايـا
أخي الحبيب:
إن الله يحب أن يغفر لعباده [ والله يريد أن يتوب عليكم ] ، ولكن الله
لا يُعطي المغفرة إلا لمن يستحقها .
يا أخي :
إن لم يُغفر لنا في رمضان – وقد انعقدت أسبابها – فمتى يغفر لنا ؟
إن لم يتب الله علينا في رمضان ، فمتى يتاب علينا ؟
أخي الحبيب :
لا تحقر من الذنوب شيئا ، فلقد أدخل الله امرأة النار بسبب حبس
هرة .
فإياك ، إياك أن تتهاون في ذنب أو معصية ، لا تنظر إلى صغر المعصية
ولكن انظر إلى عظمة من عصيت.
أخي الحبيب :
هلما إلي شهر المغفرة ، إلي شهر الرحمة ، اجتهد بالعبادة ، أكثر من
الطاعة ، ابتعد عن المعاصي ، فلا سبيل إلي المغفرة إلا بهذا الطريق .
أسأل الله أن يبلغنا و إياك رمضان ، وأن يوفقنا فيه للصالحات ، وأن
يغفر لنا أجمعين .
أخوكم في الله عمر خالد