هو الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصباح الحكمي بالولاء. أبو علي. غلبت عليه كنية (أبو نواس) لذؤابتين تنوسان على عاتقيه. شاعر العراق في عصره. كان للمحدثين كامرئ القيس للمتقدمين.
- كان أبوه من جند مروان بن محمد الأموي، وانتقل إلى العراق بعد زوال ملك مروان ولجأ إلى قرية من قرى الأهواز، وفيها ولد ابنه الحسن، وكان جده مولى الجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان فنسب إليه.
- لما ترعرع أبو نواس انتقل إلى البصرة وتأدب على كبار علمائها في اللغة والنحو والحديث. اتصل بالرشيد ومدحه فأعلى منزلته، ولما تولى الخلافة الأمين انقطع إليه فنادمه ومدحه. ذهب إلى الشام واتصل ببعض شعرائها وتوجه إلى مصر فمدح الخصيب عاملها، ثم عاد إلى بغداد فأقام فيها إلى أن توفي وكانت وفاته قبيل دخول المأمون مدينة بغداد.
* قال الجاحظ : ما رأيت أحدا أعلم باللغة من أبي نواس ولا أفصح منه، مع حلاوة ومجانبة استكراه، يصل شعره إلى القلب بدون استئذان.
* وقال الشافعي : لولا مجون أبي نواس لأخذت العلم عنه.
* وقال ابن منظور : كان أبو نواس عالما بكل فن، وكان الشعر أقل بضاعته. هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، نظم في جميع أنواع الشعر وأجوده شعر خمرياته، وفي الأدب العربي يعتبر أبو نواس شاعر الخمر، لا يدانيه شاعر آخر في وصفه. أتهم بالزندقة فحبسه الأمين في حبس الزنادقة ثم أطلقه.
* أحب جنان، وهي جارية لبعض الثقفين بالبصرة، وكانت حسناء أديبة، ظريفة تعرف الأخبار وتروي الأشعار، وقال فيها أشعارا كثيرة، وكان صادقا في حبها، ولما حجت رافقها إلى مكة وما كان ينوي الحج وما أحدث عزمه له إلا خروجها، ولما وصل إلى الحج وهو محرم، أخذ يلبي في الليل بشعر ويحدو به ويطرب، فغنى به كل من سمعه وفيه يقول:
إلــهـنـا مــــا iiأعــدلـك مـلـيك كــل مـن مـلك
لـبـيك قــد لـبـيت iiلـك لـبـيك إن الـحـمد لــك
والـملك لا شـريك لك والـلـيل لـمـا أن حـلك
والـسابحات في iiالفلك على مجاري المنسلك
مــا خـاب عـبد iiأمـلك أنــت لـه حـيث iiسـلك
لــولاك يــأرب iiهـلـك كــــل نــبــي ومــلــك
وكــل مــن أهــل iiلـك ســبـح أو لــبـى iiفـلـك
يـا مـخطئا مـا iiأغفلك عـجـل وبــادر iiأجـلك
واخـتـم بـخـير عـملك لـبـيك إن الـمـلك iiلــك